الشبكة العربية لزراعة الشعر

التغيرات الهرمونية للمرأة وتساقط الشعر

سيدة تمسك فى يدها وردتان وردية اللون وورقة مكتوب عليها الهرمونات وتساقط الشعر

محتويات المقال

قبل الدخول في موضوع اليوم حول الهرمونات وتساقط الشعر، لابد من الإشارة لمقدمة مهمة حول الدور الذي يلعبه الشعر الصحي لدى النساء.

“إذا كان شعري يبدو جميلا فأنا أبدو جذابة بغض النظر عما أرتديه أو كيف أبدو، غير ذلك إذا لم يكن شعري مُرتّبا فلا شيء آخر بإمكانه أن يجعلني أشعر أني جميلة”.

كان هذا رأي أكثر من 50% من النساء في استطلاع رأي أجرته مجلة Glamour عام 1993. إن دلّ هذا على شيء فهو بالتأكيد يدل على الأهمية الكبيرة التي توليها النساء للشعر، ناهيك عن تأثيره الكبير على تقديرهن لذواتهن.

صحيح أن تساقط الشعر أمر عادي، لكن حينما يتجاوز التساقط معدله الطبيعي والمقدر ب 50 إلى 100 شعرة في اليوم في هذه الحالة يصبح الأمر مثيرا للقلق.

بصرف النظر عن بعض الحالات الطبية التي تتسبب في تساقط الشعر كالعلاج الكيميائي مثلا، ما الذي يمكنه أن يسبب تساقط الشعر عند النساء؟

في الواقع أن التغيرات الهرمونية قد تكون واحدة من بين الأسباب المؤدية لهذا التساقط. فما العلاقة إذن بين تغير الهرمونات وتساقط الشعر للمرأة؟

هذا ما سنستعرضه في هذا المقال.

 

ما هي الهرمونات؟

قبل أن نفهم العلاقة بين الهرمونات وتساقط الشعر، لا بد أولا أن نعرف، ما هي الهرمونات بالأساس؟

حتى اليوم، لا يوجد تعريف دقيق للهرمونات وفقا لما تشير إليه دراسة أُجريت عام 2020. لكن، وبالعودة إلى تعريف ستارلينج الأصلي للهرمون؛ فهو يُعرّفه بأنه عبارة عن مادة تنتجها الغدد الصماء تكمن مهمتها في نقل الإشارات أو الرسل الكيميائية إلى الأعضاء المستهدفة في الجسم.

 

ما هي التغيرات الهرمونية؟

التغيرات الهرمونية مصطلح واسع قد يتضمن العديد من الحالات المختلفة المتعلقة بالهرمونات. التغيرات الهرمونية هي ما يحدث عندما يكون هناك خلل في التوازن الهرموني؛ بمعنى أن يكون لدى الشخص الكثير أو القليل جدا من هرمون واحد أو أكثر.

هذه التغيرات الهرمونية قد تكون مؤقتة أو مزمنة. ناهيك عن أن بعض حالات هذه التغيرات تتطلب علاجا لأجل البقاء بصحة جيدة. مع أنه قد لا تؤثر بعض هذه الاختلالات الهرمونية على صحة الشخص، إلا أنه بإمكانها التأثير على نوعية حياته.

 

ما الرابط بين الهرمونات وتساقط الشعر؟

“الهرمونات وتساقط الشعر”، كثيرة هي الحالات التي تعاني فيها المرأة من تساقط الشعر وتكون الهرمونات سببا فيه، أو بالأحرى التغير على مستوى هذه الهرمونات هو ما يؤدي إلى فقدان الشعر.

 

1. حالات التوتر

كنا قد أشرنا في مقالاتنا السابقة أن التعرض لأحداث حياتية يشوبها التوتر تتسبب في تساقط الشعر. في هذه الحالة نحن تتحدث عن هرمون الكورتيزول، وهو هرمون ستيرويد تنتجه الغدد الكظرية؛ وظيفة الكورتيزول الرئيسية هي التحكم في استجابة الجسم للتوتر.

 

لكن ما علاقة الكورتيزول بتساقط الشعر؟

في الواقع أن اختلالات هذا الهرمون لها تأثير مباشر على نمو الشعر، لأن تركيز الكورتيزول له تأثير على النمو الصحيح للشعر، كيف ذلك؟

التراكيز العالية من الكورتيزول ترتبط ارتباطا وثيقا بالتحلل المبكر للهيالورونات والبروتيوغليكان؛ هذين الحمضين لهما دور مهم جدا في وظائف بصيلات الشعر.

فضلا عن ذلك، فإن انخفاض مستويات الكورتيزول بإمكانه أن يؤدي إلى آثار جانبية بالنسبة لنمو الشعر، من خلال إبطاء تحلل كل من الهيالورونات والبروتيوغليكان.

 

2. انقطاع الطمث

لا يمكن الحديث عن الهرمونات وتساقط الشعر من دون الحديث عن حالات انقطاع الطمث. من المعلوم أنه تحدث تغيرات هرمونية أثناء فترة انقطاع الطمث والأمر راجع إلى تغير مستويات الهرمونات أثناء هذه الفترة، حيث تنخفض مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون.

نتيجة هذا هي زيادة تأثير هرمون الأندروجين والهرمونات الذكرية، في هذه الحالة تتقلص بصيلات الشعر مما يتسبب في ترقق الشعر، ناهيك عن تباطؤ نموه وتساقطه بسهولة أكبر.

تقول إحدى الدراسات أنه خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث أو أثناء انقطاعه، يُشتبه في توقف إنتاج المبيض لهرمون الإستروجين، إلى جانب التفاعلات المعقدة التي تحدث مع الهرمونات الأخرى وعوامل النمو.

علاوة على ذلك، عادة وبعد انقطاع الطمث تؤدي مقاومة الأنسولين وفرطه في الدم إلى الزيادة في إفراز هرمون الأندروجين، مما يتسبب في انخفاض شعر فروة الرأس والجسم كذلك.

 

3. الاضطرابات المتعلقة بفرط هرمون الأندروجين

وفقا لما جاء في دراسة، فإن الاضطرابات المرتبطة بفرط هرمون الأندروجين لدى النساء تتعلق بتساقط الشعر ذو النمط الأنثوي. إذ يتميز هذا النوع من التساقط بانخفاض كثافة الشعر في المنطقة المركزية في فروة الرأس باستثناء خط الشعر الأمامي.

في الواقع أن العلاقة ما بين تساقط الشعر وفرط هرمون الأندروجين غير واضحة، لأنه بحسب ما تشير إليه هذه الدراسة فإن معظم النساء اللواتي تعانين من تساقط الشعر ذو النمط الأنثوي، لا تظهر عليهن أي أعراض لفرط الأندروجين كعدم انتظام الدورة الشهرية على سبيل المثال، بل إن مستويات الأندروجين لديهن طبيعية.

وقد اكتُشف هذا النوع من التساقط عند النساء اللواتي يفتقرن إلى مُستقبِل الأندروجين، إلى جانب انخفاض مستويات هذا الهرمون لديهن بعد البلوغ.

لهذا السبب يستخدم أطباء الجلد مصطلح “تساقط الشعر ذو النمط الأنثوي” لتجنب ربط زيادة مستويات الأندروجين بهذا التساقط.

لكن من ناحية أخرى، فإن العديد من النساء اللواتي تعانين من فرط الأندروجين تشتكين من تساقط الشعر، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا النوع من التساقط قد يظهر لأول مرة في مرحلة البلوغ المبكر أو في وقت لاحق من الحياة.

 

طبيبة ترتدى بالطو ابيض وكمامة بيضاء وسماعات طبية وقفاز ازرق وتمسك ورقتين مكتوب عليهم توازن الهرمونات وتساقط الشعر

 

4. التغيرات الهرمونية أثناء الحمل

الهرمونات وتساقط الشعر مرتبطة هي الأخرى بحالات الحمل. خلال فترة الحمل نختبر النساء تغيرات على مستوى الهرمونات ينجم عنها تساقط الشعر، هذا التساقط راجع إلى انخفاض هرمون الإستروجين نتيجة لإحدى الحالات التالية:

علاوة على هذا، فقد يحدث أن تعاني النساء أيضا من تساقط الشعر حتى بعد الحمل. ذلك بعد عودة هرمون الإستروجين إلى مستوياته الطبيعية، حيث يتسبب هذا في دخول الشعر في مرحلة الراحة ويكون فيها التساقط أكثر من المعتاد، حتى حوالي 3 إلى 4 أشهر بعد الولادة.

 

5. تساقط الشعر بعد الولادة

تعتبر حالات تساقط الشعر التي تحدث بعد الولادة من بين الحالات الشائعة، وتحدث بعد حوالي 3 أشهر من الولادة وممكن أن تستمر حتى 6 أشهر وهي ناتجة عن التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء فترة الحمل وبعدها أيضا.

 

لماذا يحدث تساقط الشعر بعد الولادة؟

تتسبب هرمونات الحمل في دخول شعر مرحلة النمو فجأة إلى مرحلة الراحة، وبعد بضعة أشهر يتساقط هذا الشعر حيث تُفقد أكثر من 100 شعرة يوميا.

دعونا نوضح أكثر، التغيرات في هرمون الإستروجين التي تحدث أثناء الحمل وبعده هي ما تؤدي بالنهاية إلى تساقط الشعر. حيث في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل ترتفع مستويات هرمون الإستروجين لدى المرأة، مما يمنع تساقط الشعر. حتى أنه يمكن ملاحظة زيادة كثافة الشعر خلال هذه المرحلة.

لكن بعد الولادة، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين، وهو ما يتسبب في دخول الشعر في مرحلة الراحة، وبعد بضعة أشهر يبدأ الشعر في التساقط.

 

توصيات أكاديمية أطباء الجلد الأمريكية للنساء حديثات الولادة

توصي أكاديمية أطباء الجلد الأمريكية الأمهات الجدد بالنصائح التالية لاستعادة امتلاء شعرهن:

1ـ استخدام شامبو مُكثِّف: وذلك لكون هذا النوع من الشامبو يحتوي على مكونات مثل البروتين، الذي يعمل على تغطية الشعر ما يجعله يبدو ممتلئا.

2ـ تجنب استخدام شامبو يدعى “شامبو التكييف”: والسبب أن شامبو التكييف يحتوي على بلسم ثقيل يُضعف الشعر.

3ـ استخدام بلسم مصنوع للشعر الناعم: يحتوي هذا البلسم على تراكيب أخف لا تجعل الشعر يبدو ضعيفا.

4ـ تطبيق البلسم بشكل أساسي على أطراف الشعر: ذلك لأن تطبيق البلسم على فروة الرأس وكامل الشعر يميل إلى إضعافه هو الآخر.

5ـ لا وجود لشامبو أو بلسم مُكثِّف للشعر أفضل من البقية: في الواقع أن العثور على أفضل شامبو وبلسم للشعر يعتمد بالأساس على تجربة هذه المنتجات لا غير، لأنه ببساطة لا يوجد مكون واحد في الشامبو أو البلسم يجعل هذين الأخيرين أفضل من البقية.

6ـ تجربة تسريحات شعر جديدة: لأن بعض قصات الشعر بإمكانها أن تجعل الشعر يبدو ممتلئا.

 

هل يمكن أن ينمو الشعر من تلقاء نفسه؟

بما أن الأمر متعلق بـ الهرمونات وتساقط الشعر، فلا بد وأن تتساءل أي امرأة عن إمكانية نمو الشعر من تلقاء نفسه في هذه الحالات أم يحتاج لاستخدام علاجات تساقط الشعر؟ وهذا هو الجواب:

1. حالات تساقط الشعر التي تحدث بسبب التوتر

مثلما أشرنا أعلاه إلى تأثير هرمون الكورتيزول في تساقط الشعر. بالنسبة لإمكانية نمو الشعر من جديد في هذه الحالة، فإنه وبعد توقف التوتر سيتوقف التساقط، إذ يرى معظم الناس إعادة امتلاء شعرهم طبيعيا في غضون 6 إلى 9 أشهر.

2. تساقط الشعر الناتج عن انقطاع الطمث أو الاضطرابات المتعلقة بفرط هرمون الأندروجين

بالنسبة لإمكانية نمو الشعر من تلقاء نفسه في هذه الحالات فلا يوجد ما يثبت هذا. لكن طبعا أفضل حل هو الاستعانة بطبيب مختص في الأمراض الجلدية لوصف العلاج المناسب (المينوكسيديل، مضادات الأندروجين، العلاج بالليزر منخفض المستوى، زراعة الشعر…).

3. حالات الحمل والولادة

فيما يخص تساقط الشعر المصاحب لفترات الحمل والولادة فهو غير مقلق، لأنه مجرد تساقط مؤقت، ما إن يمر عام على ولادتهن تلاحظ معظم النساء الامتلاء الطبيعي لشعرهن، حتى أن بعض النساء تستعدن شعرهن قبل ذلك.

إذا لم ينمو الشعر من تلقاء نفسه بعد مرور عام واحد من الولادة، هنا يتطلب الأمر زيارة أخصائي في الأمراض الجلدية.

 

العلاجات الهرمونية

بما أننا نتحدث عن الهرمونات وتساقط الشعر، فلابد من أن نشير أيضا إلى العلاجات الهرمونية، فقد يلجأ الأطباء إلى وصف هذه العلاجات هرمونية بما أن التساقط له صلة بتغيرات على مستوى الهرمونات ونذكر منها:

وجميع هذه الأدوية كنا قد تطرقنا لها ضمن مقالاتنا السابقة.

 

لكن ما هي العلاجات الهرمونية؟

تُعرف العلاجات الهرمونية على أنها أدوية تحتوي على هرمونات أنثوية، وتكمن وظيفة هذه الهرمونات في كونها بديلا لهرمون الإستروجين والذي يتوقف إنتاجه عند انقطاع الطمث.

هرمون الإستروجين وحبوب منع الحمل الفموية

إلى جانب العلاجات الهرمونية التي ذُكرت آنفا، يعتبر هرمون الإستروجين وحبوب منع الحمل الفموية واحدا من بين هذه العلاجات هو الآخر.

حسب دراسة فإن دور الإستروجين وأدوية البروجستيرون في علاج تساقط الشعر غير واضح. ومع ذلك تشير نفس الدراسة إلى أنه يُفترض أن للاستروجين دور وقائي ضد تساقط الشعر.
ذلك انطلاقا من ملاحظتهم أن النساء اللواتي يعانين من انخفاض مستويات هرمون الإستروجين أثناء فترة انقطاع الطمث، أو ما بعد الولادة يعتبرن هن الأكثر عرضة لتطوير تساقط الشعر ذو النمط الأنثوي.

وتشير الدراسة نفسها إلى أنه قد أُبلِغ عن فعالية الإستروجين وحبوب منع الحمل الفموية المركبة مع الإستروجين أو البروجستيرون في علاج تساقط الشعر، لكن وبالرغم من ذلك تبقى البيانات محدودة.

إذن يمكن القول أن هناك صلة ما بين تغير الهرمونات وتساقط الشعر لدى المرأة. ومع أن أغلبها تعتبر حالات مؤقتة لكن يبقى التشخيص الطبي حلا أمثل للعمل بتوصيات أخصائي الجلد ومنع المزيد من تساقط الشعر.

 

المصادر:

  1. Luboslav STÁRKAcorresponding author1 and Michaela DUŠKOVÁ, 2020, What Is a Hormone?
  2. Int J Mol Sci. 2020 Aug; 21(15): 5342, Hormonal Effects on Hair Follicles
  3. clevelandclinic, 2021, Hair Loss in Women
  4. Int J Mol Sci. 2020 Aug; 21(15): 5342, 2020, Hormonal Effects on Hair Follicles
  5. pregnancybirthbaby, 2020, Changes to hair during pregnancy
  6. AAD, HAIR LOSS IN NEW MOMS
  7. AAD, HAIR LOSS: WHO GETS AND CAUSES
  8. Kevin R. Brough and Rochelle R. Torgerson, 2017, Hormonal therapy in female pattern hair loss
  9.  clevelandclinic, 2022, Postpartum Hair Loss
زهرة أمزيل

زهرة أمزيل

كاتبة ومصممة ورائدة أعمال محتوى من المغرب. أساعد أصحاب المشاريع في تصدر مواقعهم لنتائج البحث على غوغل عبر كتابة مقالات متوافقة مع السيو بالعربية. كما أقدم خدمات كتابية مختلفة، من ضمنها: محتوى المواقع الإلكترونية، وحسابات التواصل الاجتماعي، وكذلك محتوى صفحات الهبوط، والأبحاث الشخصية. إلى جانب خدمات تصميم المنشورات والبلانرز.