ما هو الميزوثيرابي؟ وما هي استخداماته للشعر؟

مع ارتفاع نسبة تساقط الشعر، إذ أن أكثر من 80% من الرجال وحوالي 50% من النساء يختبرون تساقط الشعر في حياتهم قد يبدو الحصول على شعر صحي أمرا صعبا نوعا ما.

مع تعدد أسباب تساقط الشعر تتعدد العلاجات أيضا. التطرق إلى علاجات تساقط الشعر يحيلنا إلى ذكر أكثرها شيوعا على غرار مينوكسيديل، وفيناسترايد، دوتاستيريد… وغيرها من العلاجات الدوائية.

بما أن جميع الأدوية لا تخلو من الآثار الجانبية، هذا الأمر قد يدفع المرضى للبحث عن علاجات أخرى تفاديا لها.

في هذه الحالة قد يبدو الميزوثيرابي خيارا ملائما. سنتعرف في هذا المقال إذن عما هو الميزوثيرابي؟ وما هي استخداماته للشعر؟

ما هو الميزوثيرابي؟

الميزوثيرابي هي تقنية تقوم على حقن الأدوية مباشرة في الجلد. وُصفت لأول مرة من قبل طبيب فرنسي يدعى “ميشيل بيستور”، وقد صاغ عام 1976 مصطلح “ميزوثيرابي” كما استُعمل لاحقا لعلاج حالات أخرى مثل:

• آلام المفاصل.
• الإكزيما.
• طنين الأذن.

آلية عمل هذه التقنية الطبية تعتمد على حقن جرعات صغيرة من الأدوية بالقرب من المنطقة المراد علاجها وبالضبط تحت الأدمة.

علاوة على هذا، فهو يستخدم أيضا وبشكل أساسي في الطب الرياضي لتخفيف الألم، حيث يستخدم كعلاج مكمل للوصفات الطبية لمسكنات الألم.

أما في الطب الجمالي فيستخدم ضد السيلوليت، وكذلك يستعمل لتنشيط فروة الرأس مما يسمح تكثيف ألياف الشعر أو إعادة نموه.

استخدامات أخرى:

أيضا يستخدم الميزوثيرابي في حالات أخرى على غرار:

• التهاب الأوتار.
• الالتواء.
• آلام الظهر والرقبة.
• هشاشة العظام.
• الصداع النصفي.

تقنية الحقن الدقيقة لتعزيز نمو الشعر

تعتمد تقنية الحقن الدقيقة على إبر صغيرة يُحقن من خلالها “كوكتيل” مكون من:

1. الأحماض الأمينية.
2. مضادات الأكسدة.
3. الزنك والنحاس.
4. الفيتامينات.

يُحقن هذا الكوكتيل مباشرة في فروة الرأس ويعتبر غير مؤلم. تسمح هذه الطريقة بإعادة إطلاق الأوعية الدموية الضامرة لبصيلات الشعر وتزويدها بالعناصر الغذائية اللازمة.

يتميز العلاج بالميزوثيرابي عن الدواء اللوحي؛ في أن الدواء المحقون يعمل على الفور ومن دون الحاجة إلى المرور عبر الجهاز الهضمي والدم.

ما الهدف من الميزوثيرابي؟

تهدف تقنية الميزوثيرابي إلى تحفيز فروة الرأس وبصيلات الشعر لتعزيز نموه. بالإضافة إلى أن ألياف الشعر تصبح كثيفة بشكل طبيعي، فضلا عن أن قشرة الشعر تَقِلّ.

ناهيك عن ذلك، فهي تساهم في تعزيز ترطيب وتغذية بصيلات الشعر، كما تسمح باستعادة لمعان وحجم الشعر وتهدئة فروة الرأس المتهيجة.

ما يجب معرفته قبل الخضوع لعلاج الميزوثيرابي

قبل العلاج بالميزوثيرابي من المهم معرفة بعض الأمور، من ضمنها أن الأمر سيستغرق حوالي 10 جلسات. تتكون من جلسة ميزوثيرابي للترطيب، وتليها جلسة تعديل ضوئي لتحفيز إعادة نمو الشعر.

أما بالنسبة للإجراءات التي ينبغي اتخاذها قبل الجلسة فتتمثل في الحد من تناول الأسبرين، أو أي دواء آخر يمكن أن يميع الدم.

في حين أنه بعد الجلسة يصبح من الضروري تجنب الشامبو، حتى تتمكن فروة الرأس من امتصاص العناصر اللازمة لنموها. ناهيك عن أهمية تجنب حمام السباحة والساونا وكذلك الاستحمام لمدة 48 ساعة.

كما تجدر الإشارة إلى أنه هناك حالات يُمنع فيها استخدام هذه التقنية العلاجية وهي:

• وجود آفات معدية في فروة الرأس.
• القوباء (مرض جلدي يظهر على شكل تقرحات حمراء في الوجه).
• الحساسية تجاه أحد المكونات المحقونة.

ماذا بعد الميزوثيرابي؟

بعد جلسة الميزوثيرابي سيخضع المريض لجلسة التعديل الضوئي من خلال إضاءة LED. الهدف من هذا الإجراء هو زيادة دوران الدم في الأوعية الدموية الصغرى، بالإضافة إلى توفير الأكسجين للشعر.

فضلا عن ذلك، فهو يعتبر مضادا للالتهابات ويساعد على تقليل الإنتاج المفرط للدهون وكذلك فرط التقرن.

نتيجة لهذا:

• ستتحسن جودة الشعر وتزداد كثافته.
• يتباطأ تساقط الشعر.
• إعادة نمو الشعر.
• تَقِلّ قشرة الرأس.
• الحماية من المواد المضادة للأكسدة الخارجية.

هل من دراسات تدعم دور الميزوثيرابي في تعزيز نمو الشعر؟

مما لا شك فيه أن التحدث عن مزايا إحدى العلاجات لتساقط الشعر، لا بد وأن يكون مدعوما بدراسات علمية تثبت مدى فعالية هذا العلاج إلى جانب آثاره الجانبية.

إليك هاتين الدراستين عن دور الميزوثيرابي في تعزيز نمو الشعر.

الميزوثيرابي يساعد على علاج الثعلبة الأندروجينية

كشفت هذه الدراسة عن دور الميزوثيرابي في علاج الثعلبة الأندروجينية. وذلك من خلال تجربة قامت بها على مريض مصاب بتساقط الشعر ذو النمط الذكوري، حيث عولج هذا المريض باستخدام مينوكسيديل الموضعي وفيناسترايد الفموي لمدة عامين ولوحظ تحسن جزئي.

في هذه المرحلة من العلاج أضيف الميزوثيرابي حيث خضع المريض ل 20 جلسة من الميزوثيرابي المعقم، والتي تحتوي على كوكتيل من مينوكسيديل، فيناسترايد، بيوتين، ودي بانثينول، وأُجري الحقن كل أسبوعين.

أما عن التقييم فقد كان بالصور السريرية في الجلستين العاشرة والعشرين، وكان هناك تحسنا ملحوظا في كثافة الشعر، حيث كان لدى المريض استجابة ممتازة للميزوثيرابي كعلاج مساعد دون أي آثار جانبية.

وقد خلصت الدراسة إلى أن هذه التقنية الواعدة تبدو خيارا علاجيا للثعلبة الأندروجينية إذا ما استخدمت داخل منشأة طبية ونُفذت بشكل صحيح. مع ذلك تبقى هناك حاجة لمزيد من التجارب الإكلينيكية لتوحيد إرشادات العلاج.

فعالية الميزوثيرابي في علاج تساقط الشعر ذو النمط الأنثوي

تشير إحدى الدراسات الأخرى أنه وفي 12 دراسة شارك فيها 253 من الذكور، بالإضافة إلى 274 من الإناث في 6 تجارب معشاة ذات شواهد، وتجربتان غير معشاة ذات شواهد، بالإضافة إلى 3 دراسات أخرى قائمة على الملاحظة.

كشفت النتائج عن فعالية إيجابية للميزوثيرابي في جميع هذه الدراسات إلى حد معين ومن دون حدوث أي آثار جانبية كبيرة.

أثبتت هذه التجارب أن الميزوثيرابي علاج فعال لتساقط الشعر ذو النمط الأنثوي. لكن ومع ذلك، فإن هذا غير كافي كما أن الدراسات حوله لا تزال غير كافية مقارنة بالعلاجات الأخرى، لذا تبقى هناك حاجة لمزيد من الأدلة.

مقارنة ما بين فعالية الميزوثيرابي ومينوكسيديل الموضعي 5%

عمدت إحدى الدراسات إلى إجراء مقارنة بين العلاج بالميزوثيرابي ودواء مينوكسيديل الموضعي 5%.أُجريت هذه الدراسة على 49 رجلا يعانون من الثعلبة الأندروجينية، وقُسّموا بشكل عشوائي إلى مجموعتين؛ المجموعة الأولى تضم 25 رجلا خضعوا للعلاج بالميزوثيرابي، في حين أن المجموعة الثانية التي تضم 24 رجلا أُعطوا المينوكسيديل الموضعي.

خضعت المجموعة الأول إلى 8 جلسات من الميزوثيرابي مرفوقة بتقنية الوخز بالإبر، بينما وُصف المينوكسيديل الموضعي 5% للمجموعة الثانية يوميا لمدة 4 أشهر.

أسفرت نتائج هذه التجربة على أن 23 رجلا من المجموعة الأولى قد شهدوا تحسنا بنسبة 25% في نمو الشعر، بينما لوحظ نمو الشعر بحوالي 25% إلى 50% عند رجلين من نفس المجموعة.

أما مجموعة المينوكسيديل الموضعي، فجميع المشاركين في هذه التجربة قد لاحظوا تحسنا بنسبة 25% في نمو الشعر. علاوة على ذلك، فإن عددا قليلا من الرجال الذين عولجوا بالميزوثيرابي كانت هذه التقنية أكثر فعالية في المنطقة الأمامية من الرأس.

لكن، وبالرغم من كل هذه النتائج لازالت هناك حاجة لمزيد من الدراسات مع عدد عينات أكبر، وفترة متابعة أطول لتحديد دور الميزوثيرابي في علاج الثعلبة الأندروجينية.

فعالية الميزوثيرابي مع دوتاستيريد

في إحدى الدراسات السريرية التي شملت مجموعة من المرضى المصابين بالثعلبة الأندروجينية، عولجوا بالميزوثيرابي باستخدام حقن دواء دوتاستيريد 1 مل على مدار 6 أشهر وذلك بمعدل جلسة واحدة كل ثلاثة أشهر.

وقد قُيّمت الإستجابة للعلاج بعد 9 أشهر من إجراء الحقن الأول من قبل 3 أطباء للأمراض الجلدية، لوحظ من خلالها تحسن في جميع الحالات مع زيادة كثافة الشعر وقُطره بالإضافة إلى ذلك، لم تُسجل أي آثار سلبية خلال جلسات العلاج وفترة المتابعة.

وقد خلُصت نفس الدراسة إلى أن استخدام الميزوثيرابي مع دوتاستيريد، يمكن أن يكون علاجا فعالا لمن يعانون من الثعلبة الأندروجينية، وذلك حتى مع جداول العلاج الأقل كثافة مثل الخضوع لجلسة واحدة كل 3 أشهر.

كم تبلغ تكلفة العلاج بالميزوثيرابي؟

بالنسبة لتكلفة العلاج بالميزوثيرابي فإن متوسط تكلفة الجلسة الواحدة يتراوح ما بين 200 إلى 600 دولار أمريكي.

ما هي تقنيات الميزوثيرابي؟

تتضمن تقنيات الميزوثيرابي ما يلي:

1. النُّقطية

تقوم هذه التقنية على حقن 0,02 مل إلى 0٫05 مل، من المحلول الدوائي بشكل عمودي على الجلد بعمق 4 مم.

2. تقنية الحقن في الطبقة العلوية “Nappage”

التقنية الثانية تتضمن حقن أكثر سطحية بعمق 2 مم بإبرة 4 مم، وهي تغطي مساحة كبيرة. تُعطى هذه الحقنة بزاوية 45 درجة من الجلد من خلال ضغط خفيف وثابت على المكبس، حيث تقوم على إدخال قطرة من المحلول في كل جزء.

3. الجلدية

تعتبر من بين أكثر التقنيات سطحية بعمق 1 مم، كونها لا تخترق الطبقة القاعدية من الجلد.

هذا أهم ما يجب معرفته عن الميزوثيرابي قبل اختيار هذه التقنية لعلاج تساقط الشعر يجب الإحاطة علما ببعض الأمور عن هذه التقنية العلاجية، والتي كشفت عنها إحدى الدراسات من ضمنها:

1. نقص شبه كامل في البيانات عن تقنية الميزوثيرابي:

تكشف الدراسة أن العلاج بهذه التقنية يعاني من نقص شبه كامل في البيانات في جميع الجوانب من بينها آلية عمله، كما أن الكوكتيلات المحقونة والمكونة من:

• المستخلصات النباتية الطبيعية.
• موسعات الأوعية الدموية.
• فيناسترايد.
• مينوكسيديل.
• الفيتامينات.

والتي تُحقن مرة واحدة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ظهر أنه من بين كل هذه المكونات فقط المينوكسيديل وفيناسترايد من أثبتا فعاليتهما في علاج تساقط الشعر، في حين أن آلية عمل وفعالية المكونات الأخرى مشكوك فيها.

الميزوثيرابي نفسه قد يسبب تساقط الشعر!

تشير نفس الدراسة إلى أنه وفقا لأحد التقارير، قد كانت من بين الآثار الجانبية لهذه التقنية هي فقدان الشعر. حيث تطور تساقط الشعر لدى مريضين بعد استخدامهما لهذا النوع من العلاج.

علاوة على هذا، فقد كان هناك غياب شبه تام لبصيلات الشعر لطور التنامي، ناهيك عن زيادة ملحوظة في الوحدات الجرثومية التيلوجينية وجُريبات طور التكاثر، مما يعني أن هذه الآثار تشير إلى وجود ثعلبة حادة تشبه تساقط الشعر في طور التنامي.

إلى جانب ما سبق، فقد كان هناك أيضا خراجات متعددة ما يشير إلى أن هذا العلاج يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة.

إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم توافق على الميزوثيرابي

من الضروري معرفة أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم توافق على هذه التقنية العلاجية. كما أوصت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، أنه يجب على مقدمي تقنية الميزوثيرابي اتباع ممارسات الحقن الآمن والمعقم، بالإضافة إلى حقن المنتجات المعتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية فقط. علاوة على هذا، تشير نفس الدراسة إلى أن هذا النوع من العلاج ليس آمنا تماما بل يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات.

إذن مثلما رأينا على الرغم من وجود بعض الدراسات التي تدعم فعالية هذه التقنية في علاج تساقط الشعر، لكنها وبالرغم من ذلك تبقى محدودة وهي غير معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

لذا في حال ما استُخدمت هذه التقنية لعلاج تساقط الشعر لا بد من الأطباء الحرص على استخدام أدوية آمنة أثناء الحقن واتباع شروط التعقيم.

المصادر:

1. nyulangone, Jerry Shapiro, MD ,Most Men Experience Hair Loss—But It Isn’t Inevitable
2. Venkataram Mysore, 2010, Mesotherapy in Management of Hairloss — Is it of Any Use?
3. B.PASQUINI LE 28 JUILLET 2019, La mésothérapie pour lutter contre la perte de cheveux
4. Daniel Fernandes Melo, Taynara de Mattos Barreto, Glaura Tinoco Plata, Leonardo Rotolo Araujo, Violeta Duarte Tortelly, 2019, Excellent response to mesotherapy as adjunctive treatment in male androgenetic alopecia
5. Ziyuan Tang, Yiming Hu, Jin Wang, Zhexiang Fan, Qian Qu, Yong Miao, 2022, Current application of mesotherapy in pattern hair loss: A systematic review
6. David Saceda-Corralo, Ana Rita Rodrigues-Barata,Sergio Vañó-Galván, and Pedro Jaén-Olasolo, 2017, Mesotherapy with Dutasteride in the Treatment of Androgenetic Alopecia
7. G Sivagnanam, 2010, Mesotherapy – The french connection
8. Venkataram Mysore, 2010, Mesotherapy in Management of Hairloss — Is it of Any Use?