الشبكة العربية لزراعة الشعر

هل يمكن استخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل معا؟

سيدة تستخدم قطارة على منتصف شعرها تحتوى على الفيناسترايد والمينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر

محتويات المقال

التحدث عن أدوية تساقط الشعر من دون أدنى شك يحيلنا إلى التحدث عن الدوائين الأكثر شهرة من بين علاجات تساقط الشعر، نخص بالذكر دوائي الفيناسترايد والمينوكسيديل.

هذين الأخيرين اللذين يتصدران لائحة أكثر الأدوية فعالية في علاج تساقط الشعر، والأهم من ذلك أنهما معتمدان من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

معنى هذا أن هذه الهيئة قد أجرت تقييما لفوائد هذين الدوائين ومخاطرهما المحتملة، فضلا عن ذلك فقرار استخدامهما قد جاء مدعوما ببيانات علمية قوية.

لكن هل يمكن استخدم الفيناسترايد والمينوكسيديل معا؟ وهل يمكن أن يساهم استخدامهما معا في تعزيز نمو الشعر بشكل أفضل؟

هذا ما سنستعرضه في هذا المقال.

 

أسباب تساقط الشعر

قبل أن نجيب عن إمكانية استخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل معا، دعونا نتعرف أولا عن بعض الأسباب المؤدية لعلاجات تساقط الشعر.

بالإضافة إلى أسباب تساقط الشعر التي تطرقنا إليها في مقالاتنا السابقة هذه بعض الأسباب الأخرى:

1. الثعلبة الندبية

الثعلبة الندبية تتطور عندما يدمر الالتهاب بصيلات الشعر، وبمجرد تدمير بصيلات الشعر لا يمكنها أن تنمو من جديد، لكن الاكتشاف المبكر لهذه الحالة بإمكانه أن يمنع المزيد من تساقط الشعر.

 

رجل يرتدى قميص احمر يعانى من تساقط الشعر فى منتصف راسه واستخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر

 

2. العدوى المنقولة جنسيا

العدوى الجنسية هي الأخرى بإمكانها أن تتسبب في تساقط الشعر. مرض الزهري هو أحد الأمثلة على هذا النوع من الأمراض المنقولة من خلال الاتصال الجنسي.

إذا تُرك هذا النوع من المرض من دون علاج فقد يتسبب في تساقط شعر غير مكتمل في كل من:

  • فروة الرأس.
  • الحاجبين.
  • اللحية أو أي مكان آخر.

أما عن إمكانية نمو الشعر، ففي الغالب بعد علاج هذه العدوى يبدأ الشعر في النمو مجددا.

 

3. الاحتكاك

في الغالب فإن احتكاك جلد الشخص بالأحذية أو الجوارب أو الملابس الضيقة، يمكنه أن يتسبب في تساقط الشعر وتُعرف هذه الحالة بالثعلبة الاحتكاكية. بالنسبة لإمكانية نمو الشعر فعادة ما يميل إلى النمو من تلقاء نفسه عندما يتوقف الاحتكاك.

 

4. التسمم

التسمم أيضا له القدرة على التسبب في تساقط الشعر. تتضمن السموم التي بإمكانها التسبب في تساقط الشعر ما يلي:

  • الزرنيخ.
  • الثاليوم.
  • الزئبق.
  • الليثيوم.

علاوة على هذا، فقد يحدث التسمم أيضا بسبب الإفراط في تناول بعض الفيتامينات، على سبيل المثال فيتامين أ، أو المعادن أيضا كالسيلينيوم حيث يمكن أن يكون سببا في تساقط الشعر.

ينبغي تجنب هذه السموم حتى يتمكن الشعر أن ينمو من جديد!

 

التساقط يمكن أن يكون في مكان آخر من الجسم غير فروة الرأس

بخلاف تساقط الشعر الذي يحدث في فروة الرأس، يمكن أن يحدث هذا التساقط في أي مكان آخر من الجسم. من بين هذه الحالات هو داء الثعلبة، كذلك الأشخاص الذين يعانون من الثعلبة البقعية قد يفقدون جزءا أو كل من شعر:

  • الحاجبين.
  • الرموش.
  • اللحية.
  • شعر الأنف.

أيضا في حالات الثعلبة الشاملة يفقد عدد قليل ممن يعانون منها شعر جسمهم بالكامل. علاوة على هذا، فالثعلبة الليفية الأمامية هي الأخرى تعتبر من بين الحالات التي يفقد فيها بعض الأشخاص حواجبهم، أو رموشهم، أو مناطق أخرى من الجسم.

 

فعالية الفيناسترايد والمينوكسيديل في علاج تساقط الشعر

تشير دراسة إلى أن فعالية كل من الفيناسترايد والمينوكسيديل في علاج تساقط الشعر وتعزيز نموه تتراوح ما بين 30% و 60%.

 

1. المينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر

المينوكسيديل متوفر في شكل محلول أو رغوة. وفقا لإحدى المراجعات التي أُجريت عام 2019 فإن رغوة المينوكسيديل تسمح باختراق الدواء بسهولة وزيادة توصيل العنصر النشط. ناهيك عن التقليل من تهيج فروة الرأس، وذلك بالمقارنة مع محلول المينوكسيديل.

علاوة على هذا، فإن رغوة المينوكسيديل تعد أكثر ملاءمة للاستخدام لأنه يجف بشكل أسرع وينتشر بشكل أقل في المنطقة المحيطة بالمنطقة التي عولجت به.

 

مبدأ عمل المينوكسيديل

بالنسبة لمبدأ عمل المينوكسيديل فإن إنزيم فروة الرأس المسمى سلفوتراسفيراز يحوّل المينوكسيديل إلى ملح يدعى كبريتات المينوكسيديل. هذا الأخير هو ما يعمل على تقصير طور التيلوجين لدورة نمو الشعر، ويساهم كذلك في دخول الشعر في مرحلة التنامي.

يعمل المينوكسيديل على تحفيز دوران الأوعية الدقيقة بالقرب من بصيلات الشعر من خلال توسع الأوعية الشريانية مما يؤدي إلى نمو الشعر.

 

تركيبة المينوكسيديل

بالنسبة لتركيبة هذا الدواء، فيحتوي محلول المينوكسيديل على الكحول والبروبيلين غليكول، وهما جزيئان ضروريان لإذابة المينوكسيديل وزيادة امتصاصه في الأنسجة.

بشكل عام تستخدم التركيبات التي تحتوي على 2% و 5% مينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر عند المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاما. كما يمكن للأطباء استخدام المينوكسيديل للأطفال، لكن يعتبر استخداما غير مصرح به.

لمعرفة أكبر حول الاستخدام غير المصرح به، يمكن العودة لمقال أهم 3 علاجات طبية لعلاج تساقط الشعر معترف بها من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية.

تبلغ نسبة امتصاص المينوكسيديل حوالي 50% بعد ساعة و 75% بعد 4 ساعات من تطبيقه.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن المينوكسيديل الفموي غير معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، ومع ذلك فقد أظهرت التجارب السريرية فعالية استخدامه بجرعات 0٫25 إلى 2٫5 مغ يوميا.

 

بسيدة تستخدم قطارة بها الفيناسترايد والمينوكسيديل لعلاج تساقط الشعر

 

متى تظهر تأثيرات مينوكسيديل؟

التأثيرات الأولية للمينوكسيديل تحدث تقريبا بعد ثمانية أسابيع من العلاج، أما التأثيرات القصوى فتبدأ بالظهور بعد أربعة أشهر.

إلى جانب ما ذُكر سابقا، فإن المينوكسيديل لا يعبر الحاجز الدموي الدماغي. كما تقوم كِليتا الشخص الذي يستخدمه بترشيح 95% منه في غضون 4 أيام.

تحدثنا باستفاضة في مقالاتنا السابقة عن كل ما يخص المينوكسيديل، بالعودة إليها يمكن معرفة تفاصيل أكثر عن هذا الدواء.

 

2. فيناسترايد لعلاج تساقط الشعر

المعروف عن فيناسترايد أنه يعمل على تثبيط إحدى الهرمونات التي تتسبب في تساقط الشعر. بالإضافة لجميع المعلومات التي ذُكرت سابقا عن فيناسترايد في مقالاتنا السابقة من المهم أيضا معرفة ما سيندرج أدناه.

 

إرشادات مهمة عن إعطاء دواء فيناسترايد

بناء على ما جاء في إحدى الدراسات، فإنه وقبل إعطاء دواء فيناسترايد للمرضى، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الفئات التالية:

 

1. الأشخاص الذين يعانون من الفشل الكبدي:

بالرغم من أنه لا توجد إرشادات محددة في ملصق الدواء لتعديل جرعة فيناسترايد، إلا أنه يجب على الأطباء توخي الحذر عند إعطاء فيناسترايد لهؤلاء المرضى، والسبب في ذلك راجع لكون الكبد يستقلب الدواء على نطاق واسع.

 

2. المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي:

لا يشترط تعديل جرعة فيناسترايد للمرضى المصابين بفشل كلوي، لأن فيناسترايد يُفرز عند التخلص من فضلات الجسم.

 

3. النساء المرضعات:

في الواقع غير معروف ما إذا كان فيناسترايد يُفرز في الحليب أم لا، ومع ذلك لا يوجد ما يشير إلى استخدامه فترات الرضاعة.

 

4. الأطفال:
لم تحدد الشركة المصنعة سلامة وفعالية فيناسترايد بالنسبة لفئة الأطفال، لذلك لا ينصح باستخدامه للأطفال.

 

5. كبار السن:

أيضا الشركة المصنعة لم تحدد فعالية فيناسترايد بالنسبة لكبار السن، ومع ذلك فإنه لا يلزم تعديل الجرعات للمرضى الكبار في السن.

 

هذا ما يجب أن تعرفه عن سُمّية فيناسترايد

بناء على ما جاء في دراسة فإن الجرعات المفردة التي تصل إلى 400 مغ، والجرعات المتعددة التي تصل إلى 80 مغ يوميا لمدة ثلاثة أشهر، يمكن تحملها ولم ينتج عنها أي آثار سلبية كبيرة في الدراسات السريرية.

لكن حتى يتم الحصول على مزيد من التجارب لا يمكن التوصية بجرعة زائدة من فيناسترايد. مع أنه لا يوجد ما يثبت أن تعاطي جرعات زائدة من فيناسترايد ممكن أن يؤدي إلى سُمّية كبيرة، إلا أن الجرعات الزائدة يمكن أن تكون امتدادا للتأثيرات الضارة لهذا الدواء المُبَلّغ عنها سابقا، بما في ذلك انخفاض ضغط الدم الانتصابي.

 

هل يمكن استخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل معا؟

بحسب أكاديمية أطباء الجلد الأمريكية، فإن المينوكسيديل يميل لأن يكون أكثر فعالية عند استخدامه مع علاج آخر من علاجات تساقط الشعر.

وهذا ما دفعنا للبحث عما يثبت فعالية استخدام المينوكسيديل مع الفيناسترايد على وجه التحديد وهذه كانت نتائج البحث.

فعالية استخدام المينوكسيديل الموضعي 5% مدعوم ب 0٫1% فيناسترايد في علاج الثعلبة الأندروجينية

لمعرفة مدى فعالية الفيناسترايد والمينوكسيديل معا، أجريت دراسة هدفها تقييم فعالية استخدام المينوكسيديل الموضعي 5%، مُدعّم بفيناسترايد 0٫1% في الحفاظ على فعالية نمو الشعر عند المرضى الذين يعانون من الثعلبة البقعية، بعد العلاج الأولي باستخدام 5% من المينوكسيديل الموضعي والفيناسترايد الفموي لمدة عامين.

هذه الدراسة أجريت على 50 رجلا يعانون من الثعلبة الأندروجينية، وتتراوح أعمارهم بين 20 إلى 40 سنة. عولج هؤلاء المرضى مبدئيا باستخدام المينوكسيديل الموضعي والفيناسترايد الفموي لمدة عامين، بعد ذلك استُبدل الفيناسترايد الفموي بالمينوكسيدل الموضعي المدعم بالفيناسترايد.

من بين 50 مريضا توقف خمسة مرضى عن العلاج باستخدام فيناسترايد الفموي لمدة 8 إلى 12 شهرا، ومن ثمّ استئنفوا علاجهم باستخدام المينوكسيديل الموضعي فقط المدعم بالفيناسترايد.

 

نتائج الدراسة

من بين 45 مريضا حافظ 84,44% منهم على كثافة شعر جيدة باستخدام تركيبة مينوكسيديل – فيناسترايد الموضعية. علاوة على هذا، فقد أظهر أربعة مرضى من بين الخمسة الذين توقفوا عن العلاج باستخدام فيناسترايد الفموي لمدة 8 إلى 12 شهرا، تحسنا ملحوظا في كثافة الشعر عند استئنافهم العلاج باستخدام تركيبة مينوكسيديل – فيناسترايد الموضعية أيضا.

وفي الأخير، خَلُصت هذه الدراسة إلى أنه يمكن اعتبار الجمع ما بين الفيناسترايد والمينوكسيديل الموضعي إستراتيجية علاجية مفيدة للحفاظ على كثافة الشعر بعد تحقيق تحسن أولي مع الفيناسترايد الفموي.

 

دراسة أخرى تثبت فعالية استخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل معا

هذه المرة دراسة أخرى أُجريت على مجموعة من الرجال الصينيين يعانون من تساقط الشعر ذو النمط الذكوري، استخدم فيها الفيناسترايد 1 مغ والمينوكسيديل الموضعي 5%.

كانت المجموعة تضم 450 مريضا صينيا قسموا بشكل عشوائي كالآتي:

  • 160 منهم تلقوا دواء فيناسترايد.
  • 130 رجلا أُعطوا دواء مينوكسيديل.
  • 160 آخرون تلقوا فيناسترايد ومينوكسيديل معا.

لمدة سنة كاملة، وكان المرضى يعودون إلى العيادة كل 3 أشهر لأجل تقييم الفعالية.

 

نتائج الدراسة

في نهاية العلاج قُيّمت الفعالية في 428 رجلا موزّعين كالتالي:

  • 154 ممن تلقوا فيناسترايد.
  • 122 مريضا ممن تلقوا المينوكسيديل 5%.
  • 152 رجلا الذين عولجوا باستخدام فيناسترايد ومينوكسيديل معا.

 

وقد كانت النتائج على هذا النحو:

نسبة تحسن الرجال الذين عولجوا بالفيناسترايد كانت 80,5%.
تحسن الرجال الذين عولجوا بالمينوكسيدل 5% بنسبة 59%.
أما الرجال الذين تلقوا علاجا مركبا من فيناسترايد ومينوكسيديل كانت نسبة التحسن عندهم أعلى حيث قُدّرت ب 94,1%.

أما عن التفاعلات العكسية فقد كانت نادرة حيث قُدّرت نسبتها ب 1٫8% عند فيناسترايد، في حين قُدّرت ب 6٫1% عند مينوكسيديل، لكنها اختفت مباشرة بعد التوقف عن الدواء.

 

في النهاية خلُصت الدراسة إلى أن فيناسترايد يتفوق على مينوكسيديل 5%، لكن الدواء المركب (فيناسترايد ومينوكسيديل معا) أظهر فعالية أفضل.

إذن في الختام تُبيّن الدراسات أنه نعم يمكن استخدام الفيناسترايد والمينوكسيديل معا بالنظر للفعالية التي أظهرتها تركيبتهما، لكن طبعا لا ننصح استخدام هذه التركيبة من دون استشارة طبية بل يجب مناقشة ذلك الطبيب.

المصادر:

  1. aad, HAIR LOSS: WHO GETS AND CAUSES
  2. J Cutan Aesthet Surg. 2018 Oct-Dec, A Randomized Controlled, Single-Observer Blinded Study to Determine the Efficacy of Topical Minoxidil plus Microneedling versus Topical Minoxidil Alone in the Treatment of Androgenetic Alopecia
  3. Poonkiat Suchonwanit, Sasima Thammarucha, and Kanchana Leerunyakul, Minoxidil and its use in hair disorders: a review
  4. Preeti Patel; Trevor A. Nessel; Dinesh Kumar D, 2023, Minoxidil
  5. Patrick M. Zito; Karlyle G. Bistas; Kirin Syed, 2022, Finasteride
  6. aad, HAIR LOSS: DIAGNOSIS AND TREATMENT
  7. Indian Dermatol Online J. 2015 Jan-Feb; Topical minoxidil fortified with finasteride: An account of maintenance of hair density after replacing oral finasteride
زهرة أمزيل

زهرة أمزيل

كاتبة ومصممة ورائدة أعمال محتوى من المغرب. أساعد أصحاب المشاريع في تصدر مواقعهم لنتائج البحث على غوغل عبر كتابة مقالات متوافقة مع السيو بالعربية. كما أقدم خدمات كتابية مختلفة، من ضمنها: محتوى المواقع الإلكترونية، وحسابات التواصل الاجتماعي، وكذلك محتوى صفحات الهبوط، والأبحاث الشخصية. إلى جانب خدمات تصميم المنشورات والبلانرز.